•|عَــآآشِــ C.R9ـــقْْ|• مُؤََسِسْ المَوْقِعْ
عدد المساهمات : 257 العمر : 33 الموقع : https://ebda3.0wn0.com تاريخ التسجيل : 28/12/2009
| موضوع: يشتكي من موته رغم انه على قيد الحياة ... الجمعة أبريل 09, 2010 9:46 am | |
| في العشرينات من عمره حياته أشبه ببيت العنكبوت لان حياته جدا معقدة ولديه الأمور مختلفة ومتقلبة فالنهار ليل والليل نهار وكل يوم يمر يكون فيه أكثر حزنا من اليوم الذي يسبقهولشده حزنه تصله برقيه من واقعه المرير يقول فيها بان جميع الأبواب مغلقة في وجهه وان الحزن لديه هو سيد الأفراح القادمة والغير قادمة هذا اذا مرت طبعاً ... يفكر كثيرا بكل ما يدور حوله باحثا عن متنفس وحيد لاستغلاله في تغير حياته لإسعاده حتى ولو في لحظه من اللحظات ,,,فكل ما لديه قلم حزين وقلب حزين وعقل مقيد في أزقة الوجع والأنين .
شاب يحلم ولكن أحلامه يائسة وربما هي أشبه بفتاة فقدت عذريتها بطريقة غير شرعية في بلد تفتقر لكل ما هو شرعي أصلاً وتقنعه بأنها تسير به نحو الاستحالة وقله الأمل والتفاؤل لتحقيقها ,,
وفي يوم من الأيام خرج هذا الشاب في ساعة متأخرة تقريبا وهى الواحدة ليلاً ليشتري علبة قهوة من بقاله أبو احمد القريبة من مكان سكناه فهو لا يعرف سوى شرب القهوة السادة والسجائر ذات النكهة الحامية ,,
ولان علامات البؤس على وجهه تلعب لعبة التكشير والمعاناة لترسم على وجه هذا الشاب لوحة توحي بالأسى ولو عرضت هذه اللوحة على بعض الضمائر الحية لشتروها بأغلى الأثمان ولهذا سأله صاحب البقالة أبو احمد :
ما بك يا بني شكلك لا يدل على انك بصحة جديدة ؟؟؟
يا عم أبو احمد كيف أتمتع بهذه الصحة وأنا ملك الحرمان والأحزان أعيش بسجن والسجان أكثر من إنسان وطموحي ومستقبلي كل يوم يهربا مني نحو المستحيل وكأنهما يخاطباني باني لا استحق بان أكون شاب طموح وصاحب مستقبل .
بعين الله يا عزيزي فالجميع تعبان وكلنا نبحث عن لقمة العيش والأمان رغم أننا نعيش بأوهام الحياة وكأنها تقنعنا بان هذه فقط حياتنا التي من حقنا ان نتمتع بها فقط وهى حياة محاصرة وكأننا كالطيور نمتلك كل أنواع الجمال والبطولة والحرية ولكن ما الفائدة فهي معلقة في قفص وضع في زاوية السقف لتتوسل لكل من يمر بقربها حتى لسراحها يطلق ويحرر ,,
يا ليتنا يا عم أبو احمد طيور لكان علينا فقط العيش والتكاثر وليس الحقد والتآمر والرقص على أهات الناس والعب بمصيرهم ولقمة عيشهم ولو كنا طيورا يا أبو احمد لحاولنا الحصول على ثغرة قد تركها صاحب هذا القفص ساهيا أو ناسيا صغر حجمنا ولكن كما قلت لك في بداية الحديث يا عمي السجن والحصار واحد والسجان أكثر من إنسان فإذا نسي واحد ثغرة لحريتنا فيقوم الأخر بسدها جيدا لكي لا نرى الضوء مطلقاً
أخ أخ يا أبو احمد أعطيني القهوة ودونها على حسابي فالوقت متأخر ..
اخذ الشاب القهوة وذهب لبيته يبكي وينظر إلى الشوارع لتبصر عيونه مدى المعاناة الذي يعيشها بينما عقله يبصر أشياء أخرى تشعره بأنه خارج البلد وانه ما زال هناك بعض الوقت لكي يموت حقا دون ان يحقق ما يحلم به وما يطمح له رغم انه ميت وعائش بنفس الوقت ,
وصل البيت واعد القهوة فانه يشربها سادة من غير سكر وجلس يشرب ويدخن ويفكر حتى تعب عقله وكل عضو بجسمه لينام بقلق وصعوبة في الساعة الرابعة فجراً ليستيقظ الساعة الثالثة عصراً للوضوء لتأدية صلاة الظهر على أمل أن يعيش حياته التي حلم وما زال يحلم بعيشها فهو يشتكي من موته رغم انه على قيد الحياة ...
| |
|